اختيار العبارات الإيجابية أفضل جسر للوصول لاحترام الآخرين
نستطيع أن نغير الكثير في الناس إذا عرفنا كيف نستعمل التعبير المناسب
من أجل توصيل أفكارك ومشاعرك وآرائك حسب السلوك الإيجابي، لابد من اختيارك لكلمات مباشرة وصادقة ومناسبة وفيها احترام للآخرين. فبعض الكلمات لا تنطبق عليها هذه المعايير، ولذا فهي لا تُستخدم في سياق السلوك الإيجابي، والكلمات هي جانب واحد فقط من جوانب السلوك الإيجابي، ولكن لابد من استخدام الكلمات الإيجابية طالما رغبت في التصرف الإيجابي مع الآخرين.
خطوط عريضة لاختيار الكلمات الإيجابية
• استخدام العبارة التي تبدأ بضمير المتكلم بدل من التي تبدأ بضمير المخاطب.
قارن مابين:
(أنت دائماً تقاطع روايتي للقصة). (عدواني)
(أود أن أروي القصة بدون مقاطعة). (إيجابي)
• استخدام الوصف القائم على الحقائق بدلاً من اللجوء إلى إطلاق الأحكام والمبالغات.
قارن ما بين:
(إذا لم تقم بتغيير موقفك فستكون في معضلة). (عدواني).
(إذا استمر وصولك متأخراً لما بعد الثامنة مساءً فسأكون مضطراً لوضعك تحت التجربة لمدة يومين وبدون مكافأة). (إيجابي).
• عبر عن المشاعر والأفكار والآراء التي تشعر بها أنت
قارن مابين:
(إنه يغضبني). (ينكر شعوره بهذه المشاعر).
(أغضب حينما يخل بوعوده). (إيجابي يستشعر هذا الشعور).
(إن السياسة المعقولة الوحيدة هي محاكاة المنافسة). (يعطي الرأي كحقيقة ثابتة؛ عدواني، مهيمن).
(أعتقد بأن محاكاة المنافسة هي أفضل سياسة). (يمتلك الرأي، إيجابي).
(ألا ترى بأن علينا أن نضع هذا على الجدول لاحقاً). (سلبي، غير مباشر، ينكر الشعور).
• اختر الكلمات التي تنجز الطلب الواضح المباشر أو الأوامر عندما تريد من الآخرين القيام بعمل ما بدلاً من استخدام الإيماءات والعبارات غير المباشرة أو العبارات القائمة على الافتراضات.
قارن مابين:
(هل تمانع من إعطاء هذا لأحمد؟). (غير مباشر، يستفسر فقط عن الاستعداد للقيام بشيء).
(هلا أخذت هذا إلى أحمد؟). (طلب إيجابي).
(أرجوك. خذ هذا إلى أحمد؟). (توجيه إيجابي).
(لماذا لا تتوقف وأنت في الطريق إلى بيتك، وتأخذ معك الحليب؟). (غير مباشر، يطلب من الآخر).
(أرجوك أن تأخذ الحليب معك وأنت راجع إلى البيت). (طلب إيجابي).
(خذ الحليب وأنت في طريقك إلى البيت). (توجيه إيجابي).
يتجنب الناس الأسلوب الإيجابي المباشر والصادق؛ لأنهم تعلموا بأن ذلك قد يكون سلوكاً غير مؤدب أو جاف. ولسوء الحظ، عندما نحاول أن نتجنب السلوك غير المناسب نجد أنفسنا أحياناً نختار كلمات تعكس عدم الاحترام، وأحياناً يوصلنا حرصنا الزائد على تجنب السلوك غير المناسب في الاتصال لاستعمال كلمات تكاد تكون مفرغة من أي معنى حقيقي، وعندما نقول (ألا تعتقد...) بدلاً من (اعتقد...) فإننا نتواصل بشكل غير مباشر، فإذا ما ركّزت في سماع الكلمات لوجدت أن فيها إيحاءات الضعف والتخاذل، فنحن عندما نستخدم عبارة مثل: (ألا تظن...) بدلاً من (أظن...) يكون تواصلنا غير مباشر. وحينما تقول لشخص (لم لا...) بدلاً من (قم بـ...): فإنك توجه ذلك الشخص ليجد لنفسه عذراً لعدم قيامه بالشيء. وحينما تقول لشخص (أحتاج...) مفترضاً بأن شخصاً ما سيهتم بطلبك، فإنك بذلك تكون قد أوصلت رسالة تنم عن عدم الاحترام أو التعالي؛ وحينما تقول: (أحتاج) أو (أريد)، تعلم دائماً أن تضيف إليها طلباً مؤدباً أو توجيهاً معيناً حتى يكون تصرّفك إيجابياً.
قد تبدو هذه الإرشادات تفاصيل مفرطة، ويمكنك القول إن معظم الناس يفهمون ما أعني حينما أستخدم تلك الكلمات، فما هو الفارق؟ (الفارق هو أنك حينما لا تستعمل الكلمات الإيجابية فقد تحصل على النتائج التي توقعتها، ولكن ذلك قد يحدث؛ لأن المستمعين لك هم أنفسهم الذين استنبطوا بطريقتهم ما كنت تقصد ولكنك لم تعبر عنه، كما أنك لن تنال احترامهم في هذه الحالة، وبتكرار استعمال الكلمات غير المناسبة فإنك تعزّز العادات القديمة لديك، والتي تحبط من محاولتك اتباع السلوك الإيجابي، وبإمكانك أن تزيد نسبة نجاحك وتحسن علاقاتك مع الآخرين حينما تستخدم العبارات الإيجابية المباشرة والصادقة الإيجابية).
وإليك بعض العبارات التي يجب استخدامها والعبارات التي يجب تجنبها من أجل اختيار الكلمات الإيجابية.
((ما يجب فعله))
((ما لا يجب فعله))
قل ((لا))بأدب وحزم
قول ((لا أقدر))أو ((لن أكون قادراً على...))
عبر عن مشاعرك بصدق :مثل ((أنا غاضب))؛((أنا ظني خاب)) ((أنا مسرور))((أستمتع بصحبتك))
التعبير عن المشاعر وكأنها عامة وليست ملكاً خاصاً بك مثل: ((أنت تغضبني)) ((ذلك مخيب للأمل)) ((ذلك شيء مفرح)) ((أنت تجعلني أشعر بشعور طيب جداً)).
كن واقعياً، محترماً وصادقاً: قل ((هذا هو الشهر الثالث الذي يصلني فيه التقرير متأخراً)). قل
(أشكرك على الاستفسار))
المبالغة في التعبير عن الشعور إن التقليل من الأهمية واللجوء إلى السخرية كقولك
( أنت دائماً متأخر في تقديم التقارير))، وقولك: ((لا مانع؛ فنحن لا نريد تقييد آرائك))
عبر عن أولوياتك ورغباتك قل: ((ليس لديّ فيلماً معيناً أقترحه. أريد تجنب الأفلام العتيقة)).
أن تنقاد للأوامر لتبدو اجتماعيا أو توافق بدون اقتناع. تقول: ((لا يعنيني ذلك، فما يريده الجميع مقبول لي)).