نائب هولندي ينتج فيلم يسيء للقرآن ويحذر من "تسونامي" إسلامي

النائب الهولندي اليميني يحذر بلاده من ''تسونامي إسلامي''






قام متظاهرون بحرق الأعلام الهولندية في أفغانستان، مستبقين عرض فيلم لنائب هولندي يميني يظهر القرآن، على أنه نص "فاشي"، يحرض على العنف ويعظ باضطهاد النساء ومثليي الجنس.

كذلك، قام وزير هولندي بتأجيل زيارته إلى الصومال الجمعة بسبب "تهديدات محددة" مرتبطة بالفيلم، وحثت الحكومة الهولندية النائب في البرلمان، غريت وايلدر، على التخلص من الفيلم من أجل حماية مواطنيها في الخارج.

غير أن وايلدر قال إنه بدأ مفاوضات مع جهات عرض هولندية تتعلق ببث الفيلم، وهو بعنوان "فتنة"، والبالغة مدته 15 دقيقة.

وأوضح أنه سيسمح لهم فقط بعرض الفيلم كاملاً، وإذا رفضوا، فإنه يخطط لعرضه على وسائل الإعلام، ونشره على الإنترنت.

وقال في مقابلة أجرته معه مؤخراً الأسوشييتد برس: "لم نتعلم أبداً أن نكون غير متسامحين تجاه الأشخاص غير المتسامحين معنا.. تجاه الثقافات غير المتسامحة معنا."

وحذر النائب اليميني، في وقت سابق من حدوث ما أسماه بـ "تسونامي" إسلام الذي يمكنه أن يغرق هولندا، مطالباً المسلمين بالتخلص من نصف القرآن، إذا أرادوا أن يعيشوا في البلاد.

ويشار إلى أن وايلدر يقيم تحت حراسة مشددة منذ مقتل المخرج ثيو فان غوخ في العام 2004، على يد متشدد غضب من فيلمه القصير "خضوع"، وهو دراسة خيالية عن نساء مسلمات مضطهدات، مع مشاهد لنساء شبه عاريات بنصوص قرآنية مطبوعة على أجسادهن.

ويقول الهولندي من أصل مغربي، صديق حرشاوي، رئيس معهد للتطوير متعدد الثقافات "قانوننا واضح جداً... أي شخص بإمكانه إنتاج فيلم.. فنحن لدينا حرية التعبير، وليس بإمكانك الحد منها."

وأضاف: "هل تستطيع إهانة الآخرين؟ الجواب هو نعم. أنا لا أقول إنه يجدر بك فعل ذلك، أو أنه أمر مرغوب، ولكنك تستطيع فعله. ولكن إذا كان الفيلم مهيناً، ويحرض على الكره، وعندها فعلى القانون أن يأخذ مجراه."

من جهتها، تقول الحكومة الهولندية إنها لا تستطيع أن تمنع الفيلم، ولكنها تحاول أن تبعد نفسها عن وايلدر، زعيم حزب الحرية، الذي يملك تسعة مقاعد من 150 مقعداً في البرلمان.

وقال رئيس الوزراء الهولندي، جان بيتر بالكينيند، للصحفيين الأسبوع الماضي "إنها مسؤوليتنا أن نوضح للجميع أن آراء وأفعال ممثل منتخب هي ليست آراء الحكومة.. نحن ندافع عن المبادئ الجوهرية للحرية والاحترام، ونضمن حرية التعبير والعقيدة، للمسلمين كما لأي شخص آخر."

وكان الفيلم قد أثار ردود فعل في دمشق وطهران وعواصم دول مسلمة أخرى.

فقد أمرت الحكومة الباكستانية مزودي خدمة الإنترنت بمنع الدخول إلى موقع "يوتيوب"، لمنع الباكستانيين من مشاهدة فيديو لويلدير، الأمر الذي أدى، عن غير قصد، إلى توقف خدمة الموقع مؤقتاً.

وفي أفغانستان، قام متظاهرون بإحراق أعلام هولندية خلال العطلة الأسبوعية، وطالب رجال دين مسلمين بانسحاب القوات الهولندية.

وعبر الأمين العام لحلف الناتو، ياب دو هوب شيفير، الهولندي، عن قلقه من "النتائج الخطيرة المحتملة" لعرض الفيلم على قوات التحالف في أفغانستان، حيث يخدم 1500 جندي هولندي ضمن القوات التي يقودها حلف الناتو في الجنوب المضطرب.

وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق عن قرابة 850 ألف مسلم يعيشون في هولندا، التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، غير أن الحكومة حذرت المحافظات، وطالبتها بالبقاء متيقظة في حالة حدوث أعمال شغب عندما يصدر الفيلم.

المجلس الوطني المغربي، وهو تجمع معتدل للمغاربة في هولندا، قال إنه يحاول "تحييد التهديد" الذي يطرحه الفيلم، ولكنه لا يستطيع أن يستبعد العنف تماماً.

وقال رئيس المجلس، محمد ربياي، في مؤتمر صحفي في يناير/ كانون الثاني "سنكون قد نجحنا، إذا كان وايلدر محبطاً بعد عرض الفيلم.. إذا رأى أنه لم تقم هناك أعمال شغب، وأن المسلمين أذكى وأكثر ديمقراطية مما اعتقد."

وكانت صحف عربية، ومنها الخليج الإماراتية الصادرة الأربعاء، قد نشرت تقريرا تحت عنوان: "الأزهر يدعو للضرب بيد من حديد على المتطاولين على القرآن والمسيئين للرسول"، جاء فيه أن شيخ الأزهر، الدكتور محمد سيد طنطاوي، قد حذر من عرض الفيلم الهولندي المسيء للقرآن، مشيرا إلى إلى الفيلم الذي أعده النائب الهولندي.

وقال لـ'الخليج': إن التطاول على القرآن الكريم والإساءة لرسول الإسلام من ضروب العبث الذي ينبغي على كل العقلاء مواجهته بحزم والضرب بيد من حديد على أيدي من يقومون به."

وأضافت نقلاً عنه: "لو تطاول مسلم على الكتب السماوية المقدسة لغير المسلمين أو أهان نبياً أو رسولا من أنبياء الله ورسله لطالبنا نحن المسلمين بمعاقبته عقابا رادعا، و'قطع رقبته.'"

وتابعت: "وقال شيخ الأزهر: إن الذين يتطاولون على القرآن ويسيئون إلى الإسلام في الغرب سفهاء ينبغي على الدول التي ينتمون إليها منعهم ومعاقبتهم لأن ما يقومون به نوع من الإفساد في الأرض."



المصدر cnn
[img][/img][img][/img]