الشباب والتغيير
لقد كان أوباما هو المرشح الأول في التاريخ الحديث لأمريكا الذي اعتمد على الشباب في حملته الانتخابية، والتي أسفرت عن فوزه بـ70% من أصوات الشباب تحت سن الثلاثين؛ حيث أدرك أن الشبابَ في أمريكا يحتاج لمَن يخاطبه ويقترب منه ويجذب انتباهه، ونجح في استغلال أقربِ الطرق إلى قلبِ الشباب، فكانت شبكة الإنترنت إحدى الأدوات الفاعلة في الانتخابات، ولأول مرة تجاوز معدل اهتمام الشباب بالانتخابات نسبة اهتمامهم بالرياضة والأخبار الترفيهية وأخبار المشاهير.
لقد قرر الشباب في أمريكا ألا يترك أمر السياسة للسياسيين المحترفين في واشنطن، والتي جرَّت البلادَ إلى الحروبِ الدامية والمجازر الوحشية التي ارتكبتها القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق، فضلاً عن الركود الاقتصادي وتشويه سمعة بلادهم.
إن الشباب- في أية بقعةٍ من العالم وفي كل مراحل التاريخ- هم وقود التغيير، وهم الطاقة المحركة والقوة الدافعة لإحداث الإصلاح، ومن ثَمَّ كان الاهتمام بهم من قِبل الدعاة والمجاهدين والمصلحين.. يقول الإمام البنا في رسالته (إلى الشباب):
"أيها الشباب.. إنما تنجح الفكرةُ إذا قوي الإيمانُ بها، وقوي الإخلاصُ في سبيلها، وازدادت الحماسةُ لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحيةِ والعمل لتحقيقها، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب؛ لأن أساسَ الإيمان القلب الذكي، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب، ومن هنا كان الشباب قديمًا وحديثًا في كل أمةٍ عماد نهضتها، وفي كلِّ نهضةٍ سر قوتها، وفي كل فكرةٍ حامل رايتها".