السلام عليكم شباب وعذرونا على غياب الطويل
اسمحولي اقدم لكم مقابلة مع
د / طارق الاسويدان
س كيف يحدد أحدنا رسالته في الحياة؟
أنا شرحت هذا بالتفصيل في موضوع رتب حياتك ، فالمسألة تبدأ بسؤال ما هو المجال الذي أريد أن أعطي حياتي له ، أنا لا أستطيع أن أكون كل شيء أنا كنت في السابق في حياتي أشتغل في السياسة، أشتغل في الاقتصاد ،أشتغل في العمل الخيري أساهم في مجالات كثيرة في الحياة فوجدت أن إنتاجي ضعيف لأنه عندما ينثر الإنسان طاقته ووقته في مجالات كثيرة يعطي لكل جانب شيء محدود. ثم وجدت أنني أستطيع أن أوصل فكر، فركزت على الفكر الإداري مع الفكر الإسلامي مع فكر النهضة عندها بدأ عطائي يتضاعف، وهذه نصيحتي لكل من يريد أن يترك أثر ، أختر مجال ولا تشتت نفسك في مجالات كثيرة وتأكد أن هذا المجال تحبه ومجال عندك فرصه فيه أن تنتج وتنافس ومجال عندك قدره عليه بحيث تملك من القدرات أن تكون بارز فيه .
س كيف ننمي لدينا القدرة على اتخاذ القرار ؟
الموضوع يحتاج قضيتين القدرة وهي مجموعة المهارات و فن اتخاذ القرار وهو علم قابل للاكتساب ، أنا أدرس مثلاً فن اتخاذ القرار حيث هناك خمس خطوات تمشي عليها فتصبح قراراتك أفضل . لذلك انصح بقراءة كتاب أو أخذ دوره في هذا المجال وهناك مهارات لابد من تعلمها أنا لا أحسن الكلام أقرر أن أتعلم فن الكلام أنا لا أحسن بناء العلاقات ..أنا إنسان خجول .. في الأخير هي مجموعة قرارات حتى الإنسان الذي (يوتأتئ أثنا الحديث) هذه مشكلة قابله للعلاج، أنا يحدثني بعض إخواننا في الكويت من أساتذة هذا العلم يقولون بأسبوعين نعالج هذه المشكلة فقط يحتاج الإنسان أن يقرر أن يتعالج الحياة مجموعة قرارات.
س لماذا دائماً نسمع مصطلح التغير في علم التنمية البشرية؟
هذا هدف البشر جميعاً ما هو عكس التغير السكون من الذي يريد السكون تخيل إنسان حياته ثابتة لا تغير فيها ، ستكون مملة وتكون غير فعاله تخيل أمة ليس فيها أي تطوير أي تغيير ما حل هذه الأمة بين الأمم الأخرى ؟ ستتخلف .. لذلك نحن وجدنا بعض الأمم والدول كانت متطورة ووقفت بعد فترة سبقها غيرها ونحن كمسلمين كنا أهل حضارة فركنا حتى جأت الأمم الأخرى فثبتت وتقدمت علينا فصرنا متخلفين . وعليه فإن التغيير هو هدف البشر التغيير أمر من الله عز وجل ( أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم ) أحوالنا لن تتحسن إلا إذا تغيرنا فإذا كان الإنسان غير راضي عن أدائه فالتغيير بالنسبة له واجب . وإذا كان راضي عن أدائه فالتغير أيضاً بالنسبة له واجب لأنه يستطيع أن يكون أفضل وفي كل الحالات على مستوى الفرد وعلى مستوى المنظمات لابد من التغير.
س ماهي المعايير الضرورية لأي تخطيط ناجح؟
الموضوع واسع وكبير وأنا الفت فيه كتابين لكن أشير بسرعة إليه . التخطيط أساساً يقوم على ثلاثة عناصر أين أنت اليوم ؟ ماذا تريد أن تكون ؟ وكيف تنتقل من حالك الآن إلى ما تريد ؟ هذه كل فلسفه التغيير والتخطيط . وحتى يخطط الإنسان بشكل فعال لازم يحسن ثلاثة أشياء يحسن تحديد أين هو اليوم .. والتي نسميها دراسة الواقع ، ويحسن تحديد أهدافه التي يريد الوصول إليها ..والتي نسميها الرؤية ، ويحسن تحديد كيف سينتقل .. والتي نسميها الوسائل والخطوات ،فإن أحسن الإنسان هذه الثلاثة الجوانب عندها يكون متميزاً في تخطيطه لحياته.
س ماهو المفهوم الصحيح للسعادة من وجهة نظركم ؟
السعادة من الأمور التي درسها وبحثها المسلمون والغربيون ، وباختصار أنا عندي حب وشغف في الفلسفة ، أنا أقرأ للفلاسفة العرب والمسلمين والغربيين كثيراً وقد اختلفوا على كل شيء ولم يختلفوا على هذا المفهوم أعلى درجات السعادة تأتي من أن ينتج الإنسان ، وليس من أن يترف ويرضي جسده ، فكثير من الناس يفهم السعادة بأن يجلس على البحر وما يعمل شيء وينشغل بالعب والملاهي وترفيه الجسد بالحلال والحرام ، ومفهوم السعادة الحقيقة أن يترك الإنسان أثر عند الآخرين ، وهناك تعريف أخر للسعادة على مستوى الفرد بينه وبين نفسه أما السعادة الأولى التي تكلمنا عليها هي أن تسعد الآخرين ، السعادة الأخرى بينك وبين نفسك أن تستمتع بكل ما تفعل ومعادلتها جداً بسيطة خذ مثالاً حياً : أنا درست هندسة البترول واشتغلت في وزارة النفط وتأملت هل أنا كنت مستمتعاً وأنا افعل هذا ؟ فوجدت غير ذلك فتركتها واشتغلت في التدريب والتنمية الذاتية ووجدت نفسي استمتع بهذا المجال فتركت الجانب الأول بالكلية وتفرغت للجانب الثاني ، وهناك ناس أصحاب طموح وهمه لا يرضوا بأن يعيشون بما لا يحبوا فيغيروا حياتهم ويصلوا إلى معادلة استمتع بكل ما تفعل.
س كيف يمكن لنا أن ننجح ونلحق بالركب الحضاري ؟
أولاً: لابد من تشخيص سليم لمشكلاتنا أين نحن اليوم وماذا نملك من نقاط قوه ونقاط ضعف يجب أن نعالج نقاط الضعف وننمي نقاط القوه، الخطوة الثانية : ماذا نريد ؟ ماهي أهدفنا؟ ومتى سنصل إليها؟ هل نريد أن ننهض في خمس سنوات عشر سنوات ؟ أنا أعطيك مثالاً ماليزيا كانت دولة من دول العام الثالث هذا عام 1985م وضعوا لأنفسهم خطه وحددوا زمن قالوا نريد خلال عشر سنوات نكون دولة صناعية .هدف وموعد 1995م ماليزيا ترتيبها في الدول الصناعية في العالم وصلت إلى الدولة العاشرة خلال عشر سنوات فقط ، نحن نحتاج كذلك أن نفعل نفس الشيء .وهي أن نعرف مشكلاتنا ، النقطة الثانية ماذا نريد ، النقطة الثالثة لابد أن نبعث الحماس والأمل أمة محطمة لن تستطيع أن تنهض وهنا يأتي دور الأدباء والمفكرين والخطباء لهؤلاء دور رئيسي في بث الحماس ، ووسائل الأعلام لها الدور الأكبر في هذه المسألة . المشكلة أنني أجد بعض الناس ينشرون فكر الإحباط واليائس (مافيش فائدة) المشكلة كبيرة وتحتاج أن نبعث الأمل ثم نرسم خطه عمليه بماذا نبدأ ؟ ما هي الخطة القادمة ؟ على ماذا نركز ؟ كيف نوزع الأدوار؟ كيف نوزع المال ؟ خطه متكاملة بهذا الخصوص ، هذه ملامح عامة فقط .
س ( التخصص الخطأ أول شيء هو تخصص خطأ لي أنا) هذه المقولة قلتها في إحدى مقابلاتك، بعد دراستك الطويلة انتقلت إلى الإدارة ، بماذا تنصح الشباب ليكتشفوا إبداعهم فيه ويتلافوا هذا الخطأ ؟
أنا حاولت أن أعالج هذه المسألة أصدرت سلسة أشرطه رتب حياتك وبدأت بتعليم الشباب كيف يختارون تخصصهم الصحيح حتى لا يقعوا في نفس الخطأ الذي وقعت فيه برغم أني استفدت من علم الهندسة إلا أنه لم يكن يحتاج مني كل ذلك الوقت والجهد ونصيحتي للشباب أن يتأكدوا أنهم في المجال الصحيح فهناك دراسة حديثه صدرت في أمريكا تقول أن هناك 80% من شباب الجامعات في أمريكا يعملون في غير تخصصهم .فهؤلاء الشباب يضيعون وقت ومال كثير فلو استدركوا الأمر لاستطاعوا توفير الكثير من الوقت والجهد والمال .
س ما بين دراستك للبترول وحصولك على مراتب الشرف في الماجتسير والدكتورة .. وهذه النقلة الضد على المجالات الفكرية والدعوية هل ذهبت الفترة العلمية السابقة سدى دون أن تضيف رصيد على تجاربك ؟
دراسة الهندسة ساهمت في تنظيم أفكاري وهذا ما يميز علم الهندسه بالذات عن العلوم الأخرى وهذا العلم بالذات يعلم الإنسان المنهجية العلمية والتفكير المنطقي العقلي بحيث أي مشروع ابدأ به يذهب فوراً للعقل المنضم أقسم .. أرتب... من متابعة قناة فضائيه إلى قراءة كتاب .. كل شئ يترتب بشكل منظم أما في تفاصيل الهندسه وما تعلمناه من الحفر وإنتاج البترول ..نعم طلقناه .
س ماذا كان موقف من حولك ؟
أنا تعلمت أن قراراتي بيدي وليس بيد الآخرين بل بالعكس كنت أعلم الآخرين وأجعلهم يعيدون النظر هل هم في المجال الصحيح أم لا؟ ..
س- هل هناك وقفه فاصله في حياتك بين الفشل والنجاح أوجدت انعطافات كبيرة في حياتك أوصلتك إلى ما أنت عليه الآن ؟
لا الحمد لله حياتي تختلف عن حياة الكثيرين فلم أمر بفترة فشل ثم نجاح أو كنت ضال ثم اهتديت والحمد الله أما أن هناك مشاريع فشلت فنعم وتعلمت منها كثيراً لكنها لم تكن فترة من حياتي فلم أكن أعيش فترة فشل ثم انتقلت منها لا .. حتى إثناء وجودي ببعض المشاريع كان عندي مشاريع أخرى ناجحة أو بانحراف حتى اهتدى مره أخرى الإنسان صاحب الإرادة هو الذي يصنع النجاح و الهداية لنفسه أنا ضد المقولة أن الإنسان لابد أن يخطئ حتى يصيب لكن إذا أخطأ فهي خطوه في سلم النجاح.
س-كيف أصنع الإرادة وأجعلها دائماً متقدة. ؟
الإرادة قضيه داخليه في النفس 100% ولا تصنع الإرادة من خارج الإنسان نحن كمركز نستطيع أن نصنع أجواء تساعد من يريد أن ينمى قدراته لكني لا أقدر أن اصنع الإرادة في أحد وأنا أربي شبابنا وأقول لهم احتكوا بالجادين ترتفع الإرادة عندكم إقروء قصص الناجحين الطموحين و ليكن لكم هدف سامي في الحياة احتكوا بالجادين ترتفع الإرادة لديكم أما أن أصنع الإرادة أنا لا أستطيع وإنما أُعلم مبادئ وأوفر أجواء الإرادة ، الإرادة هي قرار داخلي وهذا يختلف عما يعلم في الNLP ضحكة قصيرة – وعودة على الـ NLP يستعمل طرق غير مباشره . فكر معين محادثه النفس . أنا أؤمن بالطريق المباشر أنت عندك مشكله ، واجهها ضع لنفسك أهداف وخطط أمشي عليها لا يوجد سحر ولا جن ولا استرخاء ولا عدم مباشرة واجهوا مشاكلكم وخططوا لحياتكم أنا أعتقد أن هذا الطريق هو الأنفع للأمة.
س كيف تنظرون إلى مستقبل التنمية البشرية في اليمن بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام؟
أنا من الناس الذين يدرسون صناعة الحضارة ومن خلال تدريسي لصناعة الحضارة كنت دائماً أقول إياكم أن تخدعوا بأشكال الحضارة ... المباني والمصانع والشوارع والأشكال الجميلة . هذه ليست هي حضارة هي أشكال تنتج عن الحضارة. الحضارة هي الإنسان والفكر الذي يحمله هذا الإنسان اليمن بحاجة على تنمية وبنية تحتية واضحة لكن أنا أؤكد أني بهرت بالإنسان اليمني وجدت لديه استعداد كبير للنهضة من جديد إضافة إلى خلق كبير أجده في كل مكان من التواضع والالتزام الإسلامي عالي جداً ، وفي نفس الوقت هنالك كفاءات نادرة في كل المجالات وهنالك شيء مهم جداً، كثير من الشباب في الأمم والدول المترفة يجرهم التعليم جراً لأنهم منشغلون بأمور هي من أشكال الحياة بينما هنا في اليمن أول محاضره أقامتها كان الحضور فيها أكثر من خمسة عشر ألف شخص أنا بهرت بالحرص الكبير فالإنسان اليمني إذا استغلت طاقته وأعطي الحرية والدعم لتفعيل الطاعة فأنا أعتقد أنه يمكن أن يصنع المعجزات وقد رأيت المصانع الجبارة في منطقة تعز وما تصورت أن أجده في اليمن فقد صنعوا من ما لا شيء شيء حيث يصدرون إلى أنحاء العالم، الإنسان عنده الاستعداد الكبير يبقي دور الحكومات والقادة أن يعطوا الحرية والدعم لهذا الإنسان.
س رسالة أخيره توجهونها لمن ؟
هي رسالة تعلمتها من الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجه ورضي الله عنه عند ما قال ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا ) فقد الناس هذا المعنى فتغيرت حياتهم كثيراً ، فكم من الناس منشغل بالدنيا ونسي الآخرة ! وهناك من الناس من يرى أنه على خير لأنه مصلي وترك الدنيا، نحن نريد الذي يستطيع أن يوازن بين الأمرين هذه الرسالة خاصة لأهل اليمن وأتمنى أن يسأل كل واحد منا نفسه ماذا قدمت وماذا أنتجت هذا السؤال عبارة عن قولة مشهورة للأستاذ مصطفى صادق الرافعي رحمه الله حيث يقول ( أذا لم تزد شيء على الدنيا كنت أنت زايداً عليها
ا لمصدر / مجلة نجاح